الصيني نائب المدير
الجنس : عدد المساهمات : 126 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/08/2010 الموقع : في ارض الله الواسعه
| موضوع: في ( ثرثرة الظلام ) تناولت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني ! الأربعاء سبتمبر 01, 2010 12:51 pm | |
|
في ( ثرثرة الظلام ) تناولت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !
بِ حَذقٍ مِنْ مُعَاناة قَلمٍ قَد سَأِمَ نَزف ثَروته التي تَنحَصِر في مُكوِّنَاتِ الحِبرِ , تَمكُثُ الأوجَاع . و بِخَليطِ فَرحةٍ مَع وَجعٍ يَندُب القَلب الذي خُلِقَ بِ دَاخلِه , تَرقُص أفكَار الرّحيل عَلى سِحر الإيقاع . أرحَلُ مِنْ ضَريحِ الجَناح السّادس و العِشرين , لأبقى في غُرفَةٍ سَافَرت مَا بين انتهاء الضّباب إلى آخرِ مَدٍّ مِن وَاجِهَةٍ بَحريّة , فَوق تَراقص شُطئآن الألم عَلى مَرمَىً مِنْ مُثول غَضبِ الأموَاج ِ . يُخيَّلُ لِي بأنّ الطُّرقَات كُلّها مَملُوكَةٍ بَين ارادتي و طَوع يَدي , و تُصدَمُ مشَاعر إثر صَفعَةٍ تلقّتها مِن نَهمِ القَدر , و هُروب لذّة الذّكريات التي خُلِّدَت على لوحٍ خشَبيّ .
ذهُولٌ أصَابَ مُتطلِّعَةٌ مِن الوُرود التي نمَت في طَرفِ البُستَان , عِندما اعتلَت أغصَانها لِـ تُطِلُّ مِن نَافِذة الكُوخُ الذي بهِ تَعيشُ أشلاءٍِ بَقَت ! أشلاءٌ ! يَستعْمِرُهَا الوَهن , و تَمضَغُهَا روحٌ شيطَانيّة , لا لونَ لها .. لا رائِحَة .. لا وُجود ! أشلاءٌ , انتهَت و هِيَ تَرتَسِم عَلى مَلامِحِ العَزاء الأسوَد , و تجُرُّ أذيَال الحَسرَة . تُجَابِهُ التّفكِير , و تَنحَصِر نبضَاتها عَلى وَتيرةٍ وَاحدة , طِيلة العَام .. امتداداً مِن المَمرّ السّادس و العِشرين . أشلاءٌ لا توَدُّ أنْ تَرحَل مِن حيَاة ِ غُربتها , لا سُيّما بَعد أنِ التَقت بـِ جَمعٍ قَليلٍ مِنْ أشلاءٍ تلاشَت مِنها الأرواح , لِـ تبقى جَاثِمَة على تمخُّض الأقدَار .. و ينتأُ بهَا التّفكير لِـ تُصبِحُ فَارِغَةً مِن الحيَاة ِ . هُنــــاك , في طَرفِ الكُوخ عَلى أرِيكَةٍ تمزّقَت أطرَافُهَا مِنْ وَجعِ أناخَ حُمولَته عَليها . يُثَرثِرُ الألَم , و يَهدأ فِي النِّصف الأخِير مِنْ هَزيعِ الليل . و كأنّ لَعنَةٌ مِنْ زوَابِع الغُربَة لا تُرِيدُ أنْ تَبرَح هَذا الكُوخ , فَـ أبقى مُتأمِّلاً مُبتَسِمَاً لِ تَصويرِ الذّكريات أمَامي .. و أستَبِيحُ قصُورَاً بُنِيتْ مِن مُخيِّلَةِ طِفلٍ يُناهِزُ سَبعاً و عِشرينَ لَعنة ! مُرَتِّلٌ تِلاواتِ البَقاء .. البَقاء و رَغبَةٌ فِي البَقاء , تَصرخُ فِي أرجَاء جسَدي لِـ يَسقِطُ جسَدي فِي قَاعِ الألَمِ . و أيُّ بَقاءٍ هَذا الذي يَفرِضُ حُمق ركَائِبه مُتسَلِّطَاً و مُبتغيَاً عَناء الكُوخِ بِمَن فيهِ . و تَنْسَكِبُ زَمجرَةً مِنْ قَارورةٍ لِـ يَبدأُ مَشهَدَ الشُّعور الصَّامِت .
فِي فَصلِ شِتاءٍ قَد مَضى , بَل في نَسْجِ خيُوطِه البَارِدَة , كنتُ أستَظِلُّ تَحتَ شَجرةٍ تُعاني جِوار كُوخي . أستَظِلُّ بِـ ظِلٍّ عَن ظِلِّ الظّلام , لأبقى ضَليلاً ضلَّ في ضلالتهِ سبعاً و عِشرينَ ضلالة ! و يَهتِفُ القَمر بِ انحنائَةٍ انثويَّةٍ تُعطِّرُ أنفاسي بِـ شُهبٍ تَجعَلني أغفو و يَغفو استيعَابي . و في ظِلِّ ثرثرة الظلام , تَمتَدُّ يَداً إلى يَدي , و تأخُذَني تَحت وَضْحِ القَمرِ , و يَدورُ المَشهَد بِـ صَمتٍ بَاكي , لأرى نَفسي وَاقِفاً يَكادُ يَهوى فِي أحضَانٍ نَاعمَة , مِنْ هَولِ القَدر لا تَستَطيعُ رَدّة فعلي أنْ تَكتَمِلُ سِوَى بِ ابتسَامةٍ مُندَهشَة تُخَالِطُها الدُّموع ِ . و أغفُو مَرّةً أُخرى حَتى يَحتَضِرُ استيعَابي عَلى مَلمَسِ تِلكَ اليَدِ , و كأنّها رَحمَةٌ إلهيّة أمدّتني بِهَا السّماء حَتى تَنمُو أشلائي مَرَّة أخرى . جسَدُ أنثَى , بأكمَلهِ و بِطهَارَتهِ و بِعُذوبَةِ مُحيطِه , يُحِيطُ بِي و يَحجِزُ الهَواء الذي أدمَنَتْهُ أنفَاسي . جسدٌ يَلثِم جسَدي , لِ يَسقطُ جسَدي إثرَ اغمَاءَة البَقاء و الرَّغبة بِـ قَدحٍ اعتَادت أجْهَزِتي عَلى تَلقّي مَا سُكِبَ فِيهِ .
أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام ! تنَاولَت مِعطَفي مُبتَسِمَة , تَزخَرُ بِـ عُذوبةٍ طَاغية , رأيتُ فِيهَا الكَون كُله , رَأيتُ ذِكرياتِي و مُستَقبلي , بَعد أن رأيتَ " مُضَارعي " يَحتَضِر مَا بَين صَدرها و أعلى عُنقهَا الذي يَحمِلُ جَمالاً بَاهضاً . تمَاثلَت بالرُّكوعِ لِـ تُمسِك يدَ جُثماناً بَقِيت مِنهُ أشلاءً تناهَت و استقرّت في غيَاهِبُ الألمِ . لِـ تَهمِسُ " أملاً بربِّ جُنونٍ قَد رحَل أملاً " .. و تَستَمِرُّ فِي الحَديث و أنا لا أكَادُ أسمَع سِوَى تمتمَاتٍ لا تُفهَم .
أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام ! تُرَاوِدُ جسَدي ابتغَاء رَقصَةِ اللقاء , و أهمِسُ بِ صَوتٍ مُتثَاقِل : هُزِّي إليكِ بجذعِ الألمِ تسَاقط عليكِ وجعاً مَخفيّا ً ! و أوزعِيني ذاتَ صَحوةٍ حَتى أكُونُ كـ أولئِكَ الذين يَشكُرون سوَابغ النِّعَم . لا طَاقَةَ لِي عَلى الرّحيل , فَـ قَد شَرِبتُ ذاتَ سُكرٍ مَع أرِيكَتي نخبُ البَقاء , و ثَمِلتُ عَلى عَهدٍ تقدّس بِـ عَهدٍ يَقطَعُ دَابرَ الرّحِيل .
أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !
بِ غيِّهَا و دَركات عَذابها مُجونِ رُوحٍ تكلّلَت بِـ نَهمِ مُشَاهدَة نَاظرٍ كَلَّ عَنِ النَّومِ حَتى كلَّ مَتني . فلمّا كلَّ مَتني كَلَّمَتني ! وشَايةٌ تُمْطِرُ تَحت شَجرةٍ ضَاقت ذَرعاً مِنْ جِوارِ كُوخي , و كأنّ مَا يَلفُّ المَجرّات , يَلُفُّنِي . تَغلَّفتُ بِها , و غَلَّفتُهَا بِ ثَرثرةٍ مِنَ الظّلامِ , لـِ تُعَاودُ مِنْ جَديد سَحبَ مِعطَفي مِن مُحيط جسَدٍ مُتهَالِك . لِ تَكونُ رَدَّةَ فِعلي هَذهِ المَرة , بِ تجَاوبٌ يَقطَعُ لَعنة استرسَالِ الوَجع فَـ تَستَفِيقُ جوَارحي . و أحتَوِي جسَداً مَبعُوثَاً مِنَ السَّمَاءِ فِي قَبضَة جسَدي , و أرقُصُ رَقصَةَ مَن لا يَرقُص بكلِّ مَا أوتِيتُ بهِ مِن وجع . مُتخَبِّطَاً يَضحك و يَنظُرُ إلى السَّماء , لأنَّ ثمَّة شِهَاباً زُرِعَت بِـ أنفاسَه خيَانة النُّجوم , دون استئذَانٍ مِنَ القمَر , بِـ جَبروت أنوثتهِ هوَى بِـ سُكْنَاي ! و أبقى بَعدَ ثرثرةِ الظّلامِ مُمسِكَاً أُنثى تَناولَت مِعطفي و رَاقصَت جُثمَاني , مُوَدِّعَاً حَذقِ المُعاناةِ .. مُودِّعَـاً كُـــــــلِّ الأشلاء , مُحَطِّمَاً كُلّ الأشيَاء , مُمَزِّقَاً سِحرَ الآلاء .. و أبقى مَع أنثى السّمــاء , تَحت بَردٍ و وفَاء , مُستَظلِّينَ أروَع الأفيَاء ..
تَقدَّسَ بِ تَاريخ 16/ أبريل / 2010
تحياااااااااتي الصيني ....!
| |
|